يتوقع خبراء الموارد البشرية تحولات جوهرية في مجال التعاون المؤسسي في عام 2025، خصوصًا عند الأخذ بعين الاعتبار التطورات التقنية والاجتماعية والاقتصادية التي حصلت في عام 2024.

من بين التوجهات التي يتوقع خبراء الموارد البشرية أن يشهدها مكان العمل في عام 2025 هي تبني الشركات لأساليب العمل الهجينة، والتي تجمع بين العمل في المكتب والعمل عن بعد. كما يتوقع أيضًا زيادة الاهتمام بتطوير الموظفين مهنيًا وتحسين مهاراتهم، بالإضافة إلى زيادة التنوع في الخبرات والثقافات في مكان العمل. من أبرز هذه التوجهات:

1) التحول الرقمي

تشهد بيئة العمل تطورًا مستمرًا في السنوات الأخيرة، حيث تسعى الشركات إلى تبني التقنيات الحديثة والتحول إلى أساليب العمل الرقمية. ويعود ذلك إلى العديد من المزايا التي يوفرها التحول الرقمي، مثل زيادة الإنتاجية وتحسين جودة العمل وتوفير الوقت والجهد.

تعتبر التقنيات الرقمية مثل الحوسبة السحابية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والأتمتة وإنترنت الأشياء (IoT) وغيرها من العوامل الأساسية التي تحقق هذا التطور. ومن أكبر التحديات التي يواجهها تطور بيئة العمل الرقمية هو ضمان الأمان والحفاظ على الخصوصية، ولذلك يجب على الشركات اتخاذ إجراءات وتدابير أمنية متقدمة لحماية بياناتها.

ويتوقع أن تستمر الشركات في تبني التقنيات الحديثة وتطوير أساليب العمل الرقمية، وسيتطلب ذلك من الموظفين تعلم مهارات جديدة والتكيف مع هذا التحول الرقمي.

2) التركيز على منصات التواصل الموحدة

تعتبر منصات التواصل الموحدة أحد أهم الحلول التي يمكن استخدامها لتعزيز التعاون في مكان العمل، حيث تساعد على تحسين التواصل وتسهيل عملية العمل بين أفراد الفريق. ومع تزايد عدد الشركات التي تعتمد على العمل عن بعد، أصبحت هذه المنصات أكثر أهمية من أي وقت مضى.

تتيح هذه المنصات للموظفين التواصل مع بعضهم البعض بسهولة سواء كان ذلك عبر الرسائل النصية أو المكالمات الصوتية أو الفيديو، مما يساعد على تحسين التواصل وتبادل المعلومات بشكل فعال بين الموظفين.

ومن أهم مزايا هذه المنصات أيضًا هي توفير الوقت والجهد، حيث يمكن للموظفين التواصل والتعاون على الأعمال المشتركة والوصول إليها من أي مكان وفي أي وقت، بدون الحاجة إلى الانتظار للقاء شخصيًا.

3) توظيف الذكاء الاصطناعي لدعم الموظفين

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تطوير العمل من خلال توفير بيانات دقيقة وتحليلات مفصلة للموظفين. فمثلًا، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تحليل تفاعل الموظفين مع بعضهم وتحسين فرص التواصل بينهم. كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تحسين توزيع المهام وتنظيم الجدول الزمني للموظفين.

ومع ذلك، يجب الانتباه إلى المحافظة على التوازن بين التقنية والعنصر البشري، فالذكاء الاصطناعي يجب أن لا يحل محل الموظفين أو يستبدلهم، بل يتوفر كداعم لهم ومُعزز لنجاحهم.

4) السماح بمرونة أكثر في العمل

تتيح مرونة العمل للموظفين التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، حيث يمكن لهم تحديد أوقات العمل المناسبة لهم والعمل من المنزل أو أي مكان آخر، وذلك يساعدهم على تحقيق الرضا الشخصي والاستقرار العائلي. وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والكفاءة في العمل.

بالإضافة إلى ذلك، المرونة في العمل تساعد الشركات على جذب المواهب والحفاظ عليها. وهي أيضًا تؤدي إلى توفير التكاليف المرتبطة بالإيجارات والتأمين الصحي والعديد من الخدمات الأخرى التي تُقدم للموظفين في المكتب.

وأخيرًا، تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية يمكن أن يؤدي إلى زيادة رضا الموظفين وولائهم للشركة.

5) التركيز على أمن المعلومات والخصوصية

في العصر الرقمي الحالي، يعد أمن المعلومات وخصوصية البيانات من أهم التحديات التي تواجهها المؤسسات بسبب أهمية الحفاظ على سرية المعلومات وحمايتها من الوصول غير المصرح به. وتتزايد أهمية الخصوصية مع تزايد استخدام التقنيات الحديثة في مكان العمل، مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وغيرها.

وتتطلب حماية بيانات الموظفين والعملاء في مكان العمل اتباع إجراءات أمنية صارمة، مثل استخدام كلمات مرور قوية وتشفير البيانات وتحديث البرامج الأمنية بشكل دوري. كما يجب على المؤسسات توفير التدريب اللازم للموظفين حول أمن المعلومات وخصوصية البيانات، وتحديد الأشخاص المسؤولين عن إدارة الأمن السيبراني وتطوير استراتيجيات للتعامل مع المخاطر الأمنية.

ومن أجل ضمان أمن المعلومات وخصوصية البيانات في مكان العمل، يجب على المؤسسات الاستثمار في تقنيات آمنه والتحديث الدوري للبرامج والتطبيقات الأمنية. كما يجب على المؤسسات تحديد المخاطر الأمنية وتطوير استراتيجيات للتعامل معها، وتوفير التدريب اللازم للموظفين حول أهمية أمن المعلومات وخصوصية البيانات.

6) تحفيز الموظفين للتعاون فيما بينهم

يعد التدريب وتطوير المهارات جزءًا هامًا في تعزيز التعاون في مكان العمل حيث يساعد على تحسين مهارات الموظفين وتعزيز قدرتهم على العمل الجماعي والتفاعل مع زملائهم. يتضمن التدريب عادةً تحسين المهارات الفردية والاجتماعية وتعزيز التواصل والتفاعل فيما بينهم.

يمكن تطوير مهارات التعاون من خلال توفير التدريب وورش العمل العملية التي تعزز المهارات التعاونية. كما يمكن تقديم التدريب على التعاون بطرق مختلفة، مثل التدريب على المهارات الاجتماعية والتدريب على القيادة الفعالة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن تطوير المهارات الفردية، مثل مهارات الاتصال وإدارة الوقت والتحليل والتفكير النقدي، ويمكن تطوير المهارات الاجتماعية مثل مهارات العمل الجماعي وحل المشكلات واتخاذ القرارات.

خاتمة

في ضوء الاتجاهات المتوقعة لعام 2025، يتضح أن التعاون في مكان العمل سيظل عنصرًا حاسمًا في نجاح الشركات واستمراريتها. فالتعاون يتيح للموظفين العمل كفريق واحد لتحقيق أهداف المؤسسة، وهو ما يؤدي بدوره إلى تحسين الأداء والإنتاجية.

من بين الاتجاهات التي يجب مراقبتها في عام 2025 هي استخدام التقنية في مكان العمل لأنها تساهم في زيادة الإنتاجية خلال العمل الجماعي وتسهيل التواصل بين الموظفين، كما توفر طرقًا مبتكرة لتبادل المعلومات والأفكار.

وفي النهاية، يجب على الشركات الاستمرار في تحسين بيئة العمل وتوفير الدعم اللازم للموظفين لتحقيق التعاون الفعال والنجاح المستمر.

جرّب منصة Near لتحفيز الموظفين على التعاون المؤسسي